الملوحة في زراعة الفراولة
الملوحة في زراعة الفراولة ![]()
![]()
دليلك الشامل من كابتيڤا للتشخيص والإدارة والمعالجة.
مشكلة الملوحة مشكله خطيره ومدمره لا يجب الاستهانه بها حيث تشير التقديرات إلى أن الخسائر في الإنتاج يمكن أن تصل إلى 50% في الحالات الشديدة مما يحول محصولًا مربحًا إلى عبء مالي.
إن فهم طبيعة هذا التهديد الصامت يتجاوز مجرد ملاحظة الأعراض الظاهرية على النبات. فالملوحة تؤثر على العمليات الفسيولوجية الحيوية داخل النبات، مما يفرض عليه حالة من الإجهاد المستمر الذي يستنزف طاقته ويحولها من النمو والإنتاج إلى مجرد محاولة للبقاء على قيد الحياة.
المبدأ الأساسي هو: “لا يمكنك إدارة ما لا يمكنك قياسه”. إن برنامج التحليل والمراقبة المنتظم هو أساس أي خطة ناجحة لإدارة الملوحة.
يوصى بإجراء تحليل كامل للتربة سنويًا، وتحليل لمياه الري مرتين على الأقل في السنة (بداية ونهاية الموسم) أو عند ملاحظة أي تغيير في المصدر.
تعريف الملوحة :-
تُعرَّف الملوحة زراعيًا بأنها التركيز المفرط للأملاح الذائبة في محلول التربة أو في مياه الري. تتكون هذه الأملاح من أيونات موجبة (كاتيونات) وأيونات سالبة (أنيونات). الأيونات الأكثر شيوعًا وتأثيرًا في النظم الزراعية هي الصوديوم (Na^{+})، الكلوريد (Cl^{-})، الكالسيوم (Ca^{2+})، الماغنسيوم (Mg^{2+})، البوتاسيوم (K^{+})، والكبريتات (SO_4^{2-}).
مصادر الملوحة :-
مياه الري -التربة الأم – سوء الصرف -الاستخدام المفرط للأسمدة والأسمدة التي تحتوي علي نسبه عاليه من الأملاح
التأثير المدمر للأملاح :-
١-الإجهاد الأسموزي (الجفاف الفسيولوجي): في الظروف الطبيعية، يكون تركيز الأملاح داخل جذور النبات أعلى من تركيزها في محلول التربة، مما يسمح للماء بالانتقال من التربة إلى النبات عبر خاصية الأسموزية. عند زيادة ملوحة التربة، يرتفع الضغط الأسموزي لمحلول التربة ليقترب من أو يتجاوز الضغط الأسموزي داخل الجذور. نتيجة لذلك، يواجه النبات صعوبة شديدة في امتصاص الماء، حتى لو كانت التربة رطبة. يُعرف هذا بـ “الجفاف الفسيولوجي”، حيث يعاني النبات من أعراض تشبه أعراض العطش والجفاف بالرغم من توفر المياه.
٢-السمية الأيونية المحددة: بالإضافة إلى صعوبة امتصاص الماء، يمتص النبات مع الماء كميات زائدة من أيونات معينة، خصوصًا الصوديوم (Na^{+}) والكلوريد (Cl^{-}). عندما يتجاوز تركيز هذه الأيونات داخل خلايا النبات حدًا معينًا، فإنها تصبح سامة بشكل مباشر، حيث تتداخل مع وظائف الإنزيمات الحيوية، وتضر بأغشية الخلايا، وتعرقل عملية البناء الضوئي وغيرها من العمليات الأيضية الأساسية.
تشخيص أعراض الملوحة :-
على الأوراق: العرض الأكثر شيوعًا هو احتراق حواف الأوراق (Leaf Margin Burn). تبدأ حواف الأوراق، خاصة الأوراق القديمة والسفلية، بالتحول إلى اللون البني ثم تجف وتصبح هشة الملمس، وكأنها محترقة. مع تقدم الحالة، قد ينتشر هذا الاحتراق ليشمل مساحة أكبر من الورقة، وقد تظهر على النباتات أعراض اصفرار عام (شحوب) نتيجة لتأثير الملوحة على امتصاص العناصر الغذائية.
على نمو النبات: يظهر على النبات بشكل عام حالة من التقزم (Stunting). يكون حجم النبات أصغر من المعتاد، وتكون الأوراق الجديدة صغيرة الحجم، والنمو الخضري محدودًا بشكل ملحوظ. قد تبدو النباتات ذابلة أو فاقدة للحيوية حتى مع توفر الرطوبة في التربة، وهو مؤشر مباشر على الإجهاد الأسموزي.
على المجموع الجذري: على الرغم من صعوبة ملاحظته دون فحص مباشر، فإن الملوحة العالية تؤدي إلى ضعف نمو الجذور وقد تسبب موتها، مما يقلل من قدرة النبات على امتصاص الماء والعناصر الغذائية ويزيد من تفاقم المشكلة.
التأثير علي الإنتاجية :-
تقليل عدد الأزهار وضعف حيويه حبوب اللقاح وبالتالي فشل العقد وانخفاض الثمار والثمار تكون صغيره ومشوهه .
وحده قياس الملوحة:-
-ديسي سيمنز/متر (dS/m): هي الوحدة القياسية
-جزء في المليون (ppm): هي وحدة شائعة الاستخدام وأكثر بساطة في الفهم، حيث تعبر عن وزن الأملاح الذائبة (بالملليجرام) لكل لتر من الماء.
*للتحويل من ديسي سيمنز/متر :ppm نضرب في معامل التحويل وهو ٦٤٠
المعدلات الطبيعيه والغير مرغوب فيها :-
تعد الملوحة اقل من٥٠٠ ppm مثاليه للفراوله
من ٦٤٠ ppm بدايه انخفاض الانتاجيه
فوق ٧٠٠ ppm خسارة مؤكده في الإنتاجية
وقد تري فلاح يروي بمياه اكثر من هذا ولكنه لا يعلم انه يفقد جزء كبير من المحصول بسبب الأملاح ..
استراتيجيات معالجة وإدارة الملوحة:-
١-مبدأ الغسيل (Leaching):
(طرد الأملاح من منطقة الجذور)
يعتبر الغسيل هو الإجراء الأساسي والأكثر فعالية لإزالة الأملاح المتراكمة من منطقة الجذور. يعتمد المبدأ على إضافة كميات من المياه تزيد عن حاجة النبات (الاحتياج المائي)، بحيث تقوم هذه المياه الزائدة بإذابة الأملاح وحملها إلى طبقات أعمق في التربة، بعيدًا عن متناول الجذور.
نجاح عملية الغسيل يعتمد بشكل حاسم على جودة الصرف. في التربة سيئة الصرف، مثل التربة الطينية الثقيلة أو التي تحتوي على طبقة صماء، ستؤدي عملية الغسيل إلى تشبع التربة بالماء وتفاقم مشاكل تعفن الجذور دون إزالة الأملاح بفعالية. لذلك، غالبًا ما تتم زراعة الفراولة على مصاطب أو أسرة مرتفعة لتحسين الصرف وتسهيل حركة المياه والاملاح إلى أسفل.
٢-المُحسِّنات الكيميائية والعضوية:
(الجبس الزراعي -الكومبوست والسماد العضوي -الهبوطية والفولفيك )
إن هذه الإضافات لا تعمل بمعزل عن بعضها البعض، بل تتكامل في نهج علاجي تآزري. فإضافة الجبس الزراعي وحده دون غسيل كافٍ لن يكون فعالًا، حيث سيبقى الصوديوم الذي تم إحلاله في منطقة الجذور. ومحاولة غسيل تربة صودية سيئة البناء دون تحسينها بالجبس والمادة العضوية ستكون صعبة وغير فعالة لأن الماء لن يتخلل التربة بشكل جيد. لذا، فإن البرنامج الاستصلاحي الأمثل يتضمن: أولاً، إضافة الجبس الزراعي والمادة العضوية لتحسين الخواص الكيميائية والفيزيائية للتربة. ثانيًا، المتابعة بعملية غسيل جيدة لطرد الأملاح التي أصبحت الآن قابلة للحركة خارج منطقة الجذور.
منقول